الوضع المظلم
الأحد ٢٢ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • صفقة أسلحة لدولة الإمارات بـ "مليار دولار ".. ما الجديد في علاقات دول الخليج مع الولايات المتحدة الأمريكية؟

صفقة أسلحة لدولة الإمارات بـ
الشيخ محمد بن زايد والرئيس الأمريكي بايدن

ركز البرنامج الانتخابي للرئيس الأمريكي جو بايدن قبيل وصوله البيت الأبيض على قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان واتهم دولاً عديدة في منطقة الشرق الأوسط، بانتهاكها لحقوق مواطنيها، ووعد بمحاسبتها، إلا أنه ومع وصوله سدة الرئاسة، سرعان ما تراجع ليصطف بجانب المصالح والمواقف السياسية على حساب برنامجه في السياسة الخارجية.

وكان للحرب الروسية على أوكرانيا تبعات أجبرت الولايات المتحدة وبكافة مؤسساتها أن تعارض التدخل الروسي وتفرض عقوبات قاسية على موسكو، ما أعاد إحياء حلف شمال الأطلسي "ناتو" ودبّ الروح فيه من جديد.

ومن هذه النقطة، تراجعت واشنطن عن مواقفها تجاه دول المنطقة، وبدأت تنظر لمن يقف إلى جانبها في إغراق بوتين وحكومته، هم الحلفاء الفعليين، بل هي من تقدمت خطوات باتجاه حلفائها التقليديين "دول الخليج العربي وتركيا ومصر والأردن".

اقرأ المزيد: قمة جدة.. هل أعادت الوئام العربي الأمريكي أم وسعت الشرخ؟

كان آخرها حضور بايدن وفريق مكون من 50 مسؤولاً إلى مدينة جدة السعودية لعقد قمة مع دول الخليج، إضافة إلى العراق ومصر والأردن، وكذلك دعت واشنطن الشيخ محمد بن زايد لزيارة العاصمة الأمريكية واشنطن. مع تقديم إغراءات له بعقد صفقة سلاح ردع بنحو مليار دولار. وهو ما أكدته وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء الفائت، معبرةً عن موافقة "مبدئية" على بيع مقاتلات ومعدات لعدة دول، من بينها الإمارات.

صفقة أسلحة مع الإمارات بـ "مليار دولار"

وقالت الوزارة إنها وافقت مبدئياً على بيع الإمارات أنظمة ومعدات لطائرات "سي 17"، وكشفت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن الصفقة مع الإمارات تقدر بحوالي 980.4 مليون دولار.

ولفت "البنتاغون" إلى أن "بوينغ" ستكون المتعاقد الرئيس مع الإمارات في هذه الصفقة.

وأوضح البنتاغون في بيان إلى أن الصفقة المقترحة "ستدعم السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة من خلال المساعدة في تحسين أمن شريك إقليمي مهم. حيث كانت الإمارات العربية المتحدة، وما تزال، شريكاً حيوياً للولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في الشرق الأوسط"، مبيناً أن الصفقة لن ترجح موازين القوى في المنطقة. 

كما أن "التجديد المقترح لدعم طائرات 'سي 17' سيوفر لحكومة الإمارات العربية المتحدة قدرة دفاعية موثوقة، ويوفر النقل الجوي الاستراتيجي والإنساني، ويضمن إمكانية التشغيل البيني مع القوات الأميركية، إلا أن رويترز  قالت إن موافقة الخارجية الأمريكية لا تعني أن النقاشات خلُصت إلى توقيع العقد وباتت بحكم التنفيذ.

فقد سبق أن وافق البنتاجون، في فبراير/شباط الماضي، على صفقة بيع محتملة للإمارات تشمل معدات وتجهيزات عسكرية، بما في ذلك قطع خاصة للصيانة للمعدات العسكرية، وأجهزة رادارات للتتبع.

وجاء ذلك بعد أشهر من تجميد إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، إتمام صفقات عسكرية مع السعودية والإمارات؛ بسبب رغبته في مراجعة الاتفاقات التي وقع عليها سلفه "دونالد ترامب"، والتأكد من أنها تصب في مصلحة واشنطن.

مجموعة أسلحة متنوعة للسعودية

وتتكون صفقة البيع للسعودية 31 وحدة نظام متعدد الوظائف يضم محطة اتصالات وملاحة "MIDS-LVT"، إضافة إلى تحديث أنظمة محطات اتصالات عسكرية.

وستمد هذه الصفقة المقترحة للقوات المسلحة السعودية المعدات والتدريب لحماية المملكة والمنطقة، من الآثار المزعزعة للاستقرار، ومواجهة النفوذ الإيراني والتهديدات الأمنية الأخرى.

وذكرت وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة لـ"البنتاجون"، إلى أن الموافقات تشمل بيعاً محتملاً لعتاد عسكري إلى الإمارات، بثمن يقدر بنحو 65 مليون دولار.

في الحقيقة، مواقف المملكة السعودية ودولة الإمارات وتجاهلهم للرئيس الأمريكي، ما كان إلا ليأتي بنتيجة حتمية، وهو ما يمكن تسميته بـ"الصبر الاستراتيجي" للبلدين، والذي جاء بـ"بايدن" إلى المنطقة لأول مرة منذ توليه الرئاسة.

الصبر الخليجي الاستراتيجي

كما تجلّى الصبر السعودي، بإعادة واشنطن حساباتها إزاء سياساتها مع المملكة السعودية، حينما أبلغت إدارة الرئيس جو بايدن، الكونغرس، بصفقة أسلحة جديدة مع الرياض بقيمة 650 مليون دولار، بحسب المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية.

قد يهمك: صبر السعودية الاستراتيجي يُعيد حسابات إدارة جو بايدن

وتُعد هذه الصفقة الثانية بعد إتمامها، حيث كانت الأولى قبل فترة قريبة في شهر سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، وبقيمة 500 مليون دولار، وقد سبق صفقتا الأسلحة الأمريكية للمملكة السعودية في عهد بايدن، توقيع صفقة أسلحة لإسرائيل بقيمة 735 مليون دولار، في مايو/ أيار، من العام الفائت أيضاً.

وتضمنت الصفقة الأمريكية السعودية آنذاك، مبيعات لـ280 صاروخ جو-جو من طراز "أمرام" متقدم ومتوسط المدى، تُستخدم في تعزيز القدرات الدفاعية الجوية ولكنها لا تُستخدم ضد الأهداف الأرضية.

وتبيّن اللقاءات، التي جمعت كبار المسؤولين في البلدين، الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، إلى أنَّ البراغماتية السياسية ستكون إحدى أهم سمات العلاقات الخارجية الأمريكية، لا سيَّما وأنّ إدارة بايدن تعاني من تراجع في شعبيتها بعد الانسحاب المهين من أفغانستان والخلاف بشأن قضية الغواصات النووية مع فرنسا، وصمتها عن استهداف قاعدتها العسكرية في التنف جنوب شرق سوريا، من قبل الميليشيات العراقية الولائية المتحالفة مع الحرس الثوري الإيراني. إضافة إلى ذلك؛ لا تغيب الأزمات عن الإدارة الأمريكية الحالية في قضايا محلية، مثل موضوع البنية التحتية وسقف الديون، وعودة ارتفاع أعداد المصابين بوباء كوفيد-19.

أوبك بلس

ثمة أهداف أخرى لصفقات الأسلحة الأمريكية، مع دول الخليج الثرية، تتمثل في مقدمتها، دعوة الرئيس «جو بايدن» لتحالف "أوبك بلس"، وتحديداً المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة، لضخ المزيد من النفط في الأسواق العالمية، حيث صرّح حينها وزير الطاقة السعودي الأمير «عبد العزيز بن سلمان» أنه أجرى محادثات مع الولايات المتحدة على كافة الأصعدة، ولكن مجموعة "أوبك بلس" قامت بـ"العمل الصائب"، حيث أبلغ سيد البيت الأبيض في اليوم نفسه أعضاء الكونغرس بصفقة الأسلحة مع السعودية، على مبدأ خطوة بخطوة.

فهل سنشهد عودة جديدة وبشروط متكافئة لعلاقات أكثر دفئاً بين الدولتين الخليجيتين (السعودية والإمارات) مع الولايات المتحدة والإدارة الحالية التي تتخبط في سياستها الخارجية منذ أن دخلت البيت الأبيض؟

ليفانت – تحليل إخباري

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!